سنة بعد سنة، يزداد عدد األشخاص الذين يهاجرون للعمل في الخارج. وفقاً لدراسة أجرتها منظمة العمل الدولية، كان يعمل ما لا يقل عن 164 مليون شخص خارج بلده في عام 2017 – ما يشير إلى زيادة قدرها 11٪ مقارنة بدراسة تمت قبل أربع سنوات. وهو رقم يعادل إجمالي سكان بنغالديش، ويمثل 7.4 ٪من القوة العاملة العالمية. تتضمن هذه الهجرة الواسعة النطاق بصورة غالبة عماالً من بلدان منخفضة الدخل يهاجرون إلى بلدان أكثر ثراء ً، وهي حركة تعكس الدور المهم الذي يضطلع به المهاجرون في أسواق عمل هذه البلدان...

حول مشروع الممرات الخمسة في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بالمشاكل التي يواجهها العمال ذوو الأجور المنخفضة في عمليات التوظيف الدولية. بدأت بعض الشركات البارزة، على سبيل المثال، في الاعتراف بمسؤوليتها تجاه ممارسة عملها بطرق تمنع فرض الرسوم وما يرتبط بذلك من إساءة في سلاسل التوريد الخاصة بها، لكن جهودها وحدها لن تكون كافية. في الوقت نفسه، إن الحكومات، التي ُيعّد دورها حيوًيا، لم ترق بعد إلى مستوى التحدي المتمثل في تنظيم قطاع التوظيف الدولي ومراقبته. مشروع الممرات الخمسة هو محاولة لتقييم مدى فعالية الدول في ضمان أن يهدف توظيف رعاياها للعمل في الخارج، أو توظيف الرعايا الأجانب في أسواق العمل المحلية، إلى حماية الحقوق الأساسية للعمال المهاجرين وإلى تقديم توصيات واضحة بشأن القوانين والسياسات والممارسات الأكثر فاعلية في مساعدة الدول على تنفيذ المبادئ الواردة في الإرشادات الرسمية الحالية، عسى أن يساعد تقييمنا صانعي السياسات على تخصيص الموارد بشكل فعال، ومساعدة منظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للهجرة في عملهما مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، وتزويد منظمات المجتمع المدني بمعلومات إضافية في أثناء إشراكها الحكومات في التنظيم والإصلاح...